السلام عليكم جميعًا…

كان تعليق الأخ مبارك الفريج في الثالث من يناير من عام 2017 على ما نصّ عليه مقالي من ذكر “لدرس” من الشيخ محمد حسّان حول بوكاي تعليقًا واعيًا بكون الشيخ والمتحدثين غيره شخصيات عامة وقدوات من المفروض أن تكون كلماتها موزونة تمامًا وأن تكون معلوماتهم محقّقة وصادقة وموثّقة المصدر. فإذا لم تكن عرّضوا أهليتهم لاعتلاء المنصة لمكامن الخطر.
قال الأخ بو محمد: “هذا طرح جميل و راقي بل ومفقود على مستوى الإعلام العربي صاحب الجمهور العريض من العاطفيين والمُوجهين فكراً دون شعور أو إدراك أنهم هم أهم وسيلة لتدمير عقول بعضهم البعض لتكون لبنات في أساس بناء صرح أعدائهم”.
وكان تعليقي على تعليقه أني كتبت أضيف…
“حتى إن قناة تلفزيونية مسيحية انتهزت الفرصة وجمعت الكلام المؤلّف والمتناقض لمشايخ ودكاترة عن موريس بوكاي وسخرت من هؤلاء وغمزت من الدين بشكل بالغ الخبث والدناءة. وقد أرسل لي الحلقة المنتشرة على الإنترنت كاتب كويتي مطالبًا بالرد عليها، فذكرت له شيئًا عما أقوم به في هذا المجال…والقناة اسمها “الحياة” والبرنامج اسمه “سؤال جريء” ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم!
وفي التاريخ نفسه كتب الأستاذ علي بن الشيخ معلقًا على تناولي لفوضى المعلومات غير الصحيحة والتي يؤلفها البعض ويتناقلها مشايخ ودكاترة حول حياة وأعمال الدكتور بوكاي وأحيانًا ينسبونها إلى “اكتشافاتهم”.
هذا ما كتبه الأستاذ علي:
“السلام عليكم أستاذ الفاروق…أعترض على الطريقة التي يوجه بها النقد للداعية. يفترض أن يكون التعليق خاليًا من الشحن السلبية والغضب الزائد والتركيز بدل ذلك على توضيح الأخطاء العلمية وكفى. أما الاتهام بالسرقة الأدبية والبحث عن الشهرة ووو…
وإن اشتركا في الهدف إذ أن المقال يسعى إلى نقض قيمة شخص بنقد ما تناوله من أفكار، أعتقد أن مناقشة الأفكار أسمى من مناقشة الأشخاص وأخطائهم”.

وكان تعليقي على التعليق موجزًا بسبب أن ما سيرد في بقية مقالي في المدونة سيوضح إحساسي بالغضب بل وأعتقد أن القارئ سيجد نفسه في دوامة الغضب ذاتها التي دارت بي.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذ علي…أتفق معك تمامًا في الغضب الذي يعتصر كلماتي وقد سمعت الملاحظة ذاتها من آخرين. ولكننا هنا بإزاء “حالة كذب وافتراء وتظاهر بمعرفة معلومات لا يعرفونها” وهو ما لا يتصوره أحد بمثل براءتي البحثية ممن يفترض بهم القدوة في “الحذر” قبل ادعاء المعرفة … وكما تعلم فمن قال “لا أعلم فقد أفتى”…
لسنا هنا بصدد مناقشة “أفكار” وإلّا وجدتني كائنًا هادئًا كما هي حقيقتي ولكننا بصدد “انتحال صفة العارف الذي يصدق الجميع أي شيء ينطق به”…والفارق هنا أن الأخطاء المتعمدة للكبار تتحول إلى كبائر تستفز الباحث الجاد وتثير غضبًا مبررًا أنفث عنه لأول مرة تقريبًا خلال حياتي النقدية…
شكرًا لملاحظتك وتحمل قليلًا بعض هبّات “رياح الغضب الساطع” فيما هو آت بإذن الله!
أخ آخر تساءل عما كان الاستشهاد بكتابات لأحمد الصرّاف أمرًا مرحّبًا به هنا!
والواقع فإنني لا يعنيني سوى “مضمون ما قاله” لأنه يعبّر عن حالة واقعية مجردة. ففي مقاله المنشور بعنوان: “الفكر الديني…والملكية الفكرية”، صحيفة “القبس”، الكويت، عدد السبت 8/2/2014، يعبّر الكاتب عن وضع مأساوي يتشارك معي فيما أتناوله في مقالي هذا على الرغم من أن عنوان عمود الصرّاف يحمل خلطًا واضحًا بين “الفكر الديني” و”سلوكيات الدعاة” وشتان ما بينهما، إلًا أن هذا لا يمنع من تأييد مقولته الأساسية المتعلّقة بسلوك بعض مشايخ الدعوة.
…………………………………………………………………………………………………………………………………..
لنتابع الآن الجزء الثالث من المقال…
لحظة واحدة!
كأنني والله في بث تليفزيونيّ مباشر! ها هي زوجتي تتصل بي وأنا أكتب في هذه اللحظة وتبلغني أنها مررت إلى عنواني الإلكتروني رسالة تلقتها للتو تم تمريرها إلى خمسين عنواناً على الأقل…
ها أنا ذا أفتح بريدي الآن في ظهيرة العاشر من يناير من عام 2015 في بثّ حيّ على الهواء مباشرة!
عنوان المقال المرفق والتوصية الختامية، أوردهما هنا كما وصلتني دون تصحيح…
قصة جثة فرعون .. وإسلام عبقري الجراحه الاول في العالم وأستاذ التشريح ,العالم الفرنسي (موريس بوكاي) بسببها ..
يا للهول!
عبقري الجراحة الأول في العالم!
من أين لك هذه المعلومة أيها الكاتب؟
وهكذا من حيث أراد الكاتب كيل المديح لبوكاي أساء لنفسه وللرجل ولنا جميعاً في تلك الأثناء.
ثم تبدأ الرسالة – المقال كما تبدأ المقالات الثلاثة التي أعيد نشرها هنا…ولكنها تضيف ختاماً دعوياً باهراً على طريقة؛ انشر هذا المقال لعشرة أشخاص يأتك شيء كنت تريده وتتمناه! فقد فعلها تاجر وعقد في اليوم نفسه صفقة هائلة، ونشرها طالب قبيل الامتحان ونجح بأعلى الدرجات…!… تقول التوصية كما هي ودون تصحيح لغوي:
بعد قرائتكم لهذا الايميل رجاء التكرم بنشره فقد كان سبب في اسلام المئات بل الآلآف في كل مكان في العالم .
ما هو دليلك على ذلك؟…مجرد طرح هذا السؤال هنا ضرب من العبث! لن أبالي حتى بنشر مقاطع من هذه الرسالة الإلكترونية لأنها تكرر المنشور في المقالات العشرة مع إضافة غير ذكية كالمعتاد لحفنة التوابل الميلودرامية اللازمة بالطبع.
كنت أقول، قبل هذا البث المباشر، إن عناوين المقالات العشر تراوحت كما هي دون تصحيح بين…
قصة اسلام الجراح الفرنسي موريس بوكاي
قصة إسلام موريس بوكاي
قصه اسلام البرفسور الفرنسي مورس بوكاي
ولكي لا أضيع وقت القارئ سأعيد نشر ثلاثة من المقالات العشرة. وتكشف المقالات على الرغم من تكرار “معلوماتها!” الأساسية إلّا أنها تكشف عن آلية عمى النقل دون تفعيل العقل. كما ترينا الكيفية التي يؤلّف بها ويحرّف الكتّاب “الدعويون” محتوى الموضوع كله. وأخيراً تسمح لنا المقالات بتشمم حفنة التوابل المضافة ومتابعة الحركات المسرحية الميلودرامية المؤثّرة في جموع المتابعين.

المقال الأول منشور في كتاب لا أشك لحظة في “حسن نية” كاتبه، حين جمع بين دفتي كتابه أكثر من ثلاثين مقالاً عن غربيين أسلموا على نحو يسرّ قلب كل مؤمن. وقد تكون معظم أو كل قصص إسلام هؤلاء صحيحة وقد لا تكون. لا أعلم فلم أقم ببحث من جانبي في قصص إسلام أي منهم. واسم الكتاب: “القرآن يقوم وحده: 33 قصة تروي إسلام نخبة من علماء الغرب ومفكريه وتأثرهم بالقرآن دون وسيط بعظمته وتزكيتهم لشخصية النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم” للكاتب المهندس علاء الدين المدرس الذي يعرّف نفسه بأنه كاتب ومؤرخ إسلامي. الناشر مطبعة أنوار دجلة، بغداد (2009). ورغم أن قصة بوكاي منشورة بتحوير كبير عن مقال آخر إلّا أن المؤلف يؤكد أن جميع الحقوق محفوظة(!!!). وترد في مقال بوكاي إشارة إلى كتابي “الظاهرة القرآنية والعقل” وكتاب “أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” للمؤلف. وقد نشر هذا المقال مختصرًا في مجلة “الوعي الإسلامي” العدد 518.
ولكن بوكاي؟

يتبع..