بالرغم من أن مصادر المقالات التي أقوم بنقدها تأتي في نهاية مقالي الطويل إلّا أنني رأيت أن أبقيها هناك في موضعها ولكن من الأفضل ذكر المصادر في بداية كل مقال أو تسجيل أستشهد به هنا لكيلا ينتظر القارئ طويلًا ليعرف مصادر معلوماتي.
وهكذا وردت الإشارة إلى عمود للكاتب أحمد الصرّاف في القسم 2/15 من المدونة عمود صحفي للكاتب بعنوان: “الفكر الديني…والملكية الفكرية”، صحيفة “القبس”، الكويت، عدد السبت 8/2/2014.
أما المقال أعلاه في القسم 4/15 فهو منشور في كتاب بعنوان “القرآن يقوم وحده: 33 قصة تروي إسلام نخبة من علماء الغرب ومفكريه وتأثرهم بالقرآن دون وسيط بعظمته وتزكيتهم لشخصية النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم” للكاتب المهندس علاء الدين المدرس الذي يعرّف نفسه بأنه كاتب ومؤرخ إسلامي. الناشر مطبعة أنوار دجلة، بغداد (2009). ورغم أن قصة بوكاي منشورة بتحوير كبير عن مقال آخر إلّا أن المؤلف يؤكد أن جميع الحقوق محفوظة(!!!). وترد في مقال بوكاي إشارة إلى كتابين هما “الظاهرة القرآنية والعقل” وكتاب “أقباس من الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” للمؤلف. وقد نشر هذا المقال مختصرًا في مجلة “الوعي الإسلامي” العدد 518.
ولهذا المقال أن يفخر بأنه أكثر تحديداً من كلام الشيخ العائم!
هناك بالطبع “كوارث” عدة في هذا المقال وفي “إخوانه” و”أخواته” تبدأ من ذكر الآيات دون تخريج وتمر على تحديد الفرعون الغريق بكونه رمسيس الثاني دون دليل، وبقدر مدهش من الجرأة على التخيل وكأن الكاتب كان في غرفة نوم بوكاي (!) وتنتهي بقوم لم يطّلعوا حتى على كتاب بوكاي الذي يذكرونه ليل نهار في مقالاتهم!
………………………………………………………..
في هذا القسم 5/15 نلتقي مع المقال الثاني المذيل بقلم د. راغب السرجاني. وهو منشور على موقع akhwat.islamway.net. وعلى موقع www.islamstory.com بإشراف الكاتب نفسه. وعثرت على المقال نفسه منشورًا بتوقيع محمد يوسف المليفي على موقع الباحث الإسلامي islamicfinder.org وحدد الكاتب مصدره: طريق الإسلام، وأعتقد أنه موقع “أخوات طريق الإسلام” الذي قرأت عليه المقال نفسه بتوقيع السرجاني، ومرة أخرى بتوقيع واحدة من الأخوات! أقول بتوقيع وليس بمشاركة!
فالكل يتنافس لنيل أجر الدعوة!
هذا هو المقال وكالعادة لن أتدخل في الصياغة اللغوية أو النحوية أو غير ذلك!
…………………………………………………….
من هو موريس بوكاي؟!
وما أدراك ما فعل موريس بوكاي؟!
إنه شامة فرنسا ورمزها الوضاء…
فلقد ولد من أبوين فرنسيين، وترعرع أهله في الديانة النصرانية، ولما أنهى تعليمه الثانوي انخرط طالبا في كلية الطب في جامعة فرنسا، فكان من الأوائل حتى نال شهادة الطب، وارتقى به الحال حتى أصبح أشهر وأمهر جراح عرفته فرنسا الحديثة…
فكان من مهاراته في الجراحة قصة عجيبة قلبت له حياته وغيرت له كيانه…!
اشتهر عن فرنسا أنها من أكثر الدول اهتماما بالآثار والتراث وعندما تسلم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل (فرانسوا ميتران) زمام الحكم في البلاد عام 1981، طلبت فرنسا من دولة (مصر) في نهاية الثمانينات استضافة مومياء (فرعون مصر) إلي فرنسا لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ومعالجة…
فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر… وهناك – وعلى أرض المطار – اصطف الرئيس الفرنسي منحنيا هو ووزراؤه وكبار المسئولين في البلد عند سلم الطائرة ليستقبلوا فرعون مصر استقبال الملوك وكأنه ما زال حيا…! وكأنه إلي الآن يصرخ على أهل مصر (أنا ربكم الأعلى!).
عندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون مصر على أرض فرنسا…
حملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلي جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكان رئيس الجراحين والمسئول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية هو البروفيسور موريس بوكاي.
كان المعالجون مهتمين في ترميم المومياء، بينما كان اهتمام رئيسهم (موريس بوكاي) عنهم مختلفا للغاية، كان يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني، وفي ساعة متأخرة من الليل … ظهرت نتائج تحليله النهائية …
لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا…!
وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا، ثم أسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه!
لكن ثمة أمرا غريبا ما زال يحيره وهو، كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة من غيرها، رغم أنها استخرجت من البحر… كان موريس بوكاي يعد تقريرا نهائيا عما كان يعتقده اكتشافا جديدا في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا: لا تتعجل، فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء…
ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر، واستغربه، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكنه معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فقال له أحدهم: إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق …!
فازدادوا ذهولا وأخذ يتساءل… كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تكتشف أصلا إلا في عام 1898 ميلادية، أي قبل مائتي عام تقريبا، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام تقريبا؟!
وكيف يستقيم في العقل هذا، والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟
جلس (موريس بوكاي) ليلته محدقا بجثمان فرعون، يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق … بينما كتابهم المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى – عليه السلام – دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة … وأخذ يقول في نفسه: هل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه؟! لم يستطع (موريس) أن ينام، وطلب أن يأتوا له بالتوراة، فأخذ يقرأ في (سفر الخروج) من التوراة قوله: “فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد”… وبقى موريس بوكاي حائرا.
حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه، أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون! ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال، منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة!
فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلي المملكة السعودية لحضور مؤتمر طبي يوجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين…
وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق… فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى: “فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون”. (يونس: 92)
لقد كان وقع الآية عليه شديدا… ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته: لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن).
رجع (موريس بوكاي) إلي فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى: “لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد” (فصلت:42)
كان من ثمره هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا، لقد كان عنوان الكتاب (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم … دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة) … فماذا فعل في هذا الكتاب؟
من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات! ثم أعيد طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلي العربية والإنجليزية والإندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأوردوية والكجوراتية والألمانية!.
لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب، وصرت تجده بيد أي شاب مصري أو مغربي أو خليجي في أمريكا، فهو يستخدمه ليؤثر في الفتاة التي يريد أن يرتبط بها …! فهو خير كتاب ينتزعها من النصرانية واليهودية إلي وحدانية الإسلام وكماله …
ولقد حاول ممن طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على هذا الكتاب، فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان…
وآخرهم الدكتور (وليم كامبل) في كتابه المسمى ( القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم)، فلقد شرق وغرب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئا …!
بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز ردا على الكتاب، فلماذا انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة…
أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ!! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه: (لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلي هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع، ومطابقتها تماما للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا …!
معاشر السادة النبلاء … لا نجد تعليقا على تلك الديباجة الفرعونية… سوى أن نتذكر قوله تعالى: “أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا”.
(النساء:82 )
نعم، والله لو كان من عند غير الله لما تحقق قوله – تعالى – في فرعون: “فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية”، كانت حقا آية إلهية في جسد فرعون البالي… تلك الآية أحيت الإسلام في قلب موريس…!
…………………………………………………………….
انتهي مقال السرجاني والمليفي وواحدة من الأخوات فلا أعرف من هو الكاتب من بينهم أو حتى الكاتب المجهول الذي نقلوا عنه! والتعليق عليه وارد إن شاء الله بعد المقال الثالث…

يتبع..