أيها الشاب! إذا أردت أن تؤثّر في الفتاة التي تريد أن ترتبط بها احمل كتاب “القرآن والتوراة والإنجيل والعلم” بين يديك!
ترد هذه التوصية في ختام المقال الثالث المنشور في مقدمة كتاب “القرآن والتوراة والإنجيل والعلم: دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة” بقلم خالد محمد عبده. الناشر مكتبة النافذة، الطبعة الأولى، الجيزة، مصر (2008).
وعندما نطالع عنوان الكتاب وأنه “بقلم” خالد محمد عبده نتوقع أن نقرأ شيئًا مختلفًا عن كتاب موريس بوكاي الشهير. ولكن الأخ خالد يكتفي بأن يوحي للقارئ بأنه و”بقلمه ألّف” كتابًا بهذا العنوان! والواقع أن كتابه لا يقدم شيئًا على الإطلاق غير أنه يستعرض بركاكة ظاهرة وبدون منهج ما ورد في كتاب بوكاي الأصلي ناقلًا بعض ما ورد في الكتاب…ومع ذلك فلدى خالد الجرأة لكي ينسبه إلى نفسه عيني عينك!…بقلم (!!!) خالد…
فيما يلي مقال خالد المنقول من المقالين السابقين مع “جرأة” عظيمة على المزايدة في التأليف والتحريف الممتزجين بقدر واسع من التوهّم والخيال!
وكما هو منهجي فإنني أعيد نشر المقال دون تدخل في صياغته بالغة الركاكة أو إجراء تصحيح من أي نوع!
………………………………………………………………..
أولاً: تعريف موجز بموريس بوكاي
نشأته:
ولد موريس بوكاي من أبويين فرنسيين، وترعرع كأهله في بيئة دينية مسيحية، شبت على كره الإسلام والمسلمين آنذاك، ولما أنهى مرحلة التعليم الأساسي، التحق بكلية الطب بإحدى الجامعات الفرنسية، حتى نال الشهادة النهائية بتفوق شديد، وارتقى به الحال حتى أصبح من مشاهير الجراحين التي عرفتهم فرنسا الحديثة.
اهتمام علمي:
مما اشتهرت به فرنسا، اهتمامها بالآثار، والتراث الإنساني عامة، وبالأخص اهتمت بآثار مصر الفرعونية، وكان أن أرادت في أواخر الثمانينات من القرن العشرين، أن تستجلب مومياء فرعون موسى (رمسيس الثاني) لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية، وتم نقل جثمان فرعون.
وعندما تسلم الرئيس الفرنسي المومياء، وعلى أرض المطار، اصطف هو ووزراؤه منحنيا ليستقبل الجثمان بما يليق بصاحبه، وعندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون مصر، حملت المومياء بموكب لا يقل حفاوة عن الاستقبال، وتم نقله إلي جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي؛ ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا، وأطباء الجراحة والتشريح، دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها.
وكان رئيس الجراحين والمسئول الأول عن دراسة مومياء الفرعون هو (موريس بوكاي). كان جميع المعالجين مهتمين في المقام الأول بترميم المومياء، بينما كان اهتمام بوكاي منصباً على معرفة الكيفية التي مات بها هذا الفرعون.
ظهرت نتائج التحاليل النهائية للمومياء:
– كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقاً.
– استخرجت هذه الجثة بعد الغرق.
– أسرع المستخرجون للجثة بتحنيطها لكي يظل البدن كما هو.
لغز علمي وحل إيماني:
ثمة أمر غريب ما زال يحير بوكاي وهو:
كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثر سلامة رغم أنها استخرجت من البحر؟!
كان موريس بوكاي يعد تقرير نهائياً عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر، وتحنيطها بعد غرقه مباشرة، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا:
– لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء.
ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر، واستغربه، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن إلا بتطور العلم الحديث، وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فقال أحدهم له:
– إن قرآن المسلمين يروي قصة غرق هذا الفرعون وسلامة جثته بعد الغرق.
فازداد بوكاي ذهولاً وأخذ يتساءل:
كيف يكون هذا، وهذه المومياء لم تكتشف أصلاً إلا في عام 1898 م أي قبل فترة زمنية وجيزة زمنيا، بينما قرآنهم موجود قبل ألف وأربعمائة عام؟!
وكيف يستقيم هذا في العقل، والبشرية جمعاء، وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟!
بالعقل السليم تتأكد النتائج:
جلس موريس بوكاي في ليلته هذه محدقاً بجثمان فرعون، يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له، من قرآن المسلمين تحدث عن هذه المومياء وقصتها بينما الكتاب المقدس حينما تعرض لقصة فرعون موسى لم يذكر مصير الجثمان بعد الغرق.
وأخذت الخواطر تتوارد على ذهنه:
– هل يعقل أن نبي المسلمين عرف هذا قبل مئات السنين، والبشرية جمعاء لم تعرفها إلا من قريب؟!
– هل هذا هو حقا فرعون مصر الذي كان يطارد موسى؟!
لم يستطع بوكاي الباحث عن الحقيقة أن ينام ليلته، فأمسك بالتوراة، وأخذ يقرأ (سفر الخروج) ليطالع القصة، وتأمل في قوله:
(فرجع الماء وغطى المركبات وفرسان كل الجيش الذي صحبه فرعون، وفرعون كان قد دخل البحر وراءهم، ولم يبق منهم واحد).
وبقى موريس بوكاي حائراً، حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة.
بعد أن تمت معالجة المومياء، أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقامه.
بين الشك واليقين:
ولكن بوكاي لم يهدأ له بال، منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة، فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلي المملكة العربية السعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين.
وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة الفرعون بعد الغرق، فقام أحدهم وأمسك بالمصحف، وأخذ يقرأ قوله تعالي:
(فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية، وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون) “يونس:92”
لقد كان وقع الآية عليه شديداً، ورجت له نفسه، وتحركت سواكنه الإيمانية وفطرته الأساسية، وأعلن بأعلى صوته:
– لقد دخلت إلي الإسلام وآمنت بهذا القرآن.
رحلة الإيمان اليقيني:
رجع موريس بوكاي إلي فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) “فصلت:43”.
خلاصة الأبحاث والتأملات:
كان ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس بوكاي أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية، وأقلق رهبانها، لقد كان عنوان الكتاب (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة)..فماذا فعل هذا الكتاب؟؟
قصة القرآن والعلم الحديث:
من أول طبعة لهذا الكتاب نفد من جميع المكتبات، ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلي العربية والإنجليزية والإندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأوردوية والكجوراتية والألمانية!.
لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب، حتى أنك تجده بيد أي شاب مصري أو مغربي أو خليجي في أمريكا، فهو يستخدمه ليؤثر في الفتاة التي يريد أن يرتبط بها …! فهو خير كتاب ينتزعها من النصرانية واليهودية إلي وحدانية الإسلام وكماله
…………………………………..
انتهى المقال…وتعليقاتي على المقالات الثلاثة ترد في الجزء المقبل إن شاء الله

يتبع..