لنقرأ المقال وما يتبعه من مقالات وقد تركتها جميعاً كما هي من حيث الصياغة اللغوية وترتيب الفقرات وعلامات الترقيم وغير ذلك:
…………………………………………………………..

 

قصة إسلام العالم الفرنسي د. موريس بوكاي
(بسبب اكتشاف جثة فرعون الخروج وإنقاذ بدنه)
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، طلبت فرنسا من مصر استضافة مومياء الفرعون رمسيس الثاني، لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية وترميمات طبية على جثته.. فتم نقل جثمانه إلي باريس.. وهناك وعند سلم الطائرة: اصطف الرئيس الفرنسي ميتران منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسئولين الفرنسيين ليستقبلوا هذا الفرعون، وعندما انتهت مراسيم الاستقبال الملكي له على أرض فرنسا.. حملت مومياء الفرعون رمسيس الثاني بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله.. وتم نقله إلي جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها.. وكان رئيس الجراحين والمسئول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور:
(موريس بوكاي).. لقد كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء.. بنما كان اهتمام موريس هو محاولة أن يكتشف: كيف مات هذا الملك الفرعوني!..
فجثة رمسيس الثاني ليست كباقي جثث الفراعين التي تم تحنيطها من قبل.. فقد كانت وضعية (الموت) عنده غريبة.. وقد فجئ المكتشفون (عندما قاموا بفك أربطة التحنيط) بيده اليسرى تقفز فجأة للأمام!!!.. أي أن من قاموا بتحنيطه (أجبروا) يديه على الانضمام لصدره، كباقي الفراعين الذين ماتوا من قبل!.. فما السر في ذلك الوضع يا تري؟. وفي ساعة متأخرة من الليل.. ظهرت النتائج النهائية للبروفيسور موريس:
لقد كانت بقايا الملح العالق في جسد الفرعون.. مع صورة عظامه المكسورة بدون تمزق الجلد.. والتي أظهرتها أشعة اكس.. لقد كان ذلك التشخيص من الدلائل القوية على أن الفرعون مات غريقا!!!.. وأنه قد تكسرت عظامه دون اللحم بسبب قوة انضغاط الماء!.. وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا..ثم أسرع المختصون من حاشيته بتحنيط جثته لينجو بدنه وتبقى الجثة المحنطة لآلاف السنين دليلا على النجاة البدنية رغم حالة الغرق!
والغريب أنهم استطاعوا أيضا تفسير الوضعية الغريبة ليده اليسرى الموضوعة على صدره قسراً.. وذلك أنه كان يمسك لجام فرسه أو السيف بيده اليمنى.. ودرعه باليد اليسرى.. وأنه في وقت الغرق.. ونتيجة لشدة المفاجأة وبلوغ حالاته العصبية لذروتها ساعة الموت ودفعه الماء بدرعه.. تشنجت يده اليسرى وتيبست على هذا الوضع!!!.. فاستحالت عودتها بعد ذلك لمكانها مرة أخرى، كما هو معروف طبيا.. أي أن ذلك يشابه تماما ما يعرفه الطبيب الشرعي من حالة تيبس يد الضحية وإمساكها بشيء من القاتل.. كملابسه أو شيء مما يخصه (مثلا)!.. لكن أمرا غريبا كان ما زال يحير البروفيسور موريس..ألا وهو: كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر؟!..
لقد كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائياً عما كان يعتقده (اكتشافاً جديداً).. في انتشال جثة فرعون (من البحر).. وكان يحلم بسبق صحفي كبير نتيجة هذا الاكتشاف!.. حتى همس أحدهم في أذنه قائلا:
لا تتعجل يا مسيو موريس… فإن المسلمين يعرفون بالفعل (غرق هذه المومياء)!… وأن قرآنهم يخبرهم بذلك منذ 14 قرنا!!.. فتعجب البروفيسور من هذا الكلام.. واستنكر بشدة هذا الخبر واستغربه!.. فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلّا:
بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة.
ثم (وهو الأهم) أن المومياء تم اكتشافها أصلا عام 1898.


فازداد البروفيسور ذهولاً وأخذ يتساءل: كيف يستقيم هذا الكلام عقلاً؟.. والبشرية جمعاء (وليس العرب فقط) لم يكونوا يعلمون شيئاً عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة أصلاً إلا قبل عقود قليلة فقط من الزمان!.. جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان الفرعون.. وهو يسترجع في ذهنه ما قاله له صاحبه من أن قرآن المسلمين:(يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق) بينما كتابهم المقدس:
(يتحدث فقط عن غرق فرعون أثناء مطاردته لموسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه)!!.. بل إن أحد اللاهوتيين الغربيين علق على نجاة بدن فرعون في القرآن بسخرية واستهزاء قائلاً: كيف يكون بدن فرعون قد نجا، كما يذكر القرآن في سورة يونس، وهو قد غرق في أعماق البحر وأصبح طعاما لعجول البحر!.. وأخذ بوكاي يقول في نفسه: هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى بالفعل؟. وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف عام؟!.. لم يستطع موريس أن ينام ليلتها.. وطلب أن يأتوا له بالتوراة (العهد القديم).. فاخذ يقرأ فيها: فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر.. ولم يبق منهم ولا أحد.
وبقي موريس بوكاي حائراً.. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة.. فلا التوراة ولا الإنجيل ذكر مصير جثة فرعون!..
وبعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء.. ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال، منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة.. فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين.. وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق! فقام أحد المسلمين وفتح له المصحف وقرأ له قوله تعالى: “فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون”.
لقد كان وقع الآية القرآنية عليه شديداً.. ورجت له نفسه رجة، ثم سكنت وأسلمت لبارئها، وجعلته يقف أمام الحضور ويصيح بأعلى صوته: لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن أنه من عند الله!
ثم رجع موريس بوكاي إلي فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به!.. وهناك مكث سبع سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة: مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم!.. بل لقد اجتهد في البحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن فلم يجد.. فخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى: “لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”.
فكانت ثمرة هذه السنوات التي قضاها، أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز العالم عموما وأوربا خاصة.. وجعل الكثير ممن جاء بعده يقف أمام كتاب الله العزيز احتراماً وتقديساً، وكان سبباً في هداية الكثير من الغربيين إلي الإسلام.
لقد كان عنوان الكتاب: (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم) دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة.. ولقد نفدت جميع نسخ الكتاب من أول صدور لها ومن أول طبعة!.. وما زال الطلب عليه كبيراً في أوروبا وأمريكا حتى وقتنا هذا.
فسبحان الله الجبار العزيز العليم.. رب العالمين الرحمن الرحيم.. الذي علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان.. وعلمه ما لم يعلم، ليري الناس من آياته الباهرة وسننه القاهرة، في كونه المنظور كما هو في كونه وكتابه المقروء، ما يثبت أفئدة المؤمنين ويبشر نفوس المسلمين بهيمنة كتابه العزيز وإعجازه المبين، قال تعالي: “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد”.

يتبع..