لنقرأ معا ما يلي:

إسلام العالم”موريس بوكاي”بسبب مومياء فرعون للشيخ محمد حسان
في سنة 1980 أو سنة 1982 على ما أذكر طلبت فرنسا بصورة رسمية أن ترسل مصر إلى فرنسا مومياء فرعون لإجراء بعض الفحوصات والدراسات إلى آخره وأرسلت مصر بالفعل مومياء فرعون . واستقبلت استقبالا رسميا…واستقبلها آنذاك الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران وتقريبا كل وزراء حكومته وتشكلت فرق ولجان كل منها يختص بجانب من الجوانب وكان موريس بوكاي على رأس هذه الفرق أو هذا الفريق العلميّ

شريط أخبار يلقيه الشيخ بأسلوب قطعيّ مؤكد فالرواية وقعت سنة…”أو” سنة…”على ما أذكر” (أي أنه شهدها)…”طلبت فرنسا بصورة رسمية” (ألديك دليل يا شيخ؟)…”إلى آخره” (فحوصات ودراسات والسلام!)…”مومياء فرعون” (أي فرعون من فضلك؟) “وتقريباً”…”الفرق أو هذا الفريق” (هلّا حسمت أمرك؟).
ويعلم الشيخ الداعية أنه لا يعلم يقيناً مدى صدق ودقة روايته. فربما “رُويت” له بواسطة مؤلّف ما، ولكنه أراد أن “يبهر” مستمعيه الجالسين أمامه برواية تاريخية معاصرة تكشف سعة اطلاعه من جهة وترفع همهمات الحضور بسبحان الله يا شيخ من جهة أخرى! ولذا نراه يلجأ إلى استخدام “أو” مرتين في أربعة أسطر، ولا يحدد أي “فحوصات” وأي “مومياء” لأي “فرعون” ثم “وتقريباً كل وزراء ميتران” بينما يغلّف الخبر بقطعية “إيمانية” يحسد عليها.
هل يرى أحد هنا ولو شظية واحدة من معيار للدقة؟ إن الأمانة تقتضي نسبة هذه الرواية المنشورة في كل مكان تقريباً إلى مصدرها. لن نجد شيئاً من هذا بالطبع لأن الشيخ ينسب القصة إلى نفسه…”كما أذكر”…
في مقال نشر اليوم عن أمانة النقل والملكية الفكرية نقرأ عن “داعية” مشهور حكم عليه بتعويض عن سرقة نص إحدى الكاتبات ومع ذلك استمر في نفس الطريق. يقول الكاتب أحمد الصرّاف:
“ويبدو أن المسألة قد راقت لرجل الدين “العالم!” حيث قام قبل فترة قصيرة بالتعدي على حقوق ملكية فكرية ثانية تمثّلت في نقل نصوص كاملة، حرفياً من كتاب”…”ونسبتها إلى نفسه وقراءة تلك النصوص وكأنها له من خلال برنامج تلفزيوني…وبسبب جهل العامة بأفعال هذا الشيخ فقد لقي برنامجه نجاحاً وحقق مكاسب كبيرة له من خلال ما يبث من خلاله من إعلانات…”.
ويستشهد الكاتب بتفسير أورده الكاتب فهد الحربي “للجوء هؤلاء “الدعاة” إلى سرقة إنتاج غيرهم ونسبته إلى أنفسهم”…قال إن السبب في نظره إلى أن هذا العالم المدعي لا يرى في النقل الأدبي أي مشكلة. فهو من مدرسة تعودت على النقل الحرفي ولا تشترط الفهم والاستنتاج والإضافة. كما أنه يمثّل تيار خصخصة الدعوة الذي يعتمد على نجومية الشيخ أكثر من علمه الغزير، فالناس يقبلون على الاسم اللامع أكثر من المحتوى” (1).
ولعل ما ذهب إليه المقال ينسحب أيضاً إلى بقية الناقلين والناسخين الكرام.
فهذا هو الدكتور فلان الفلاني، وتلك هي الأخت فلانة الفلاني، والشاب علان العلاني، والشيخ فلان بن فلان…الكاتب إكس، والناشر سين، والكاتب صاد، والأستاذ الدكتور سين صاد، والأستاذ إكس الإكس، ثم الكاتب مجهول المجهول!
ظللت طويلاً أغالب الرغبة في الكشف عن أسمائهم حتى يعتبر من يعتبر…ولكني اخترت في النهاية أن أذكرها لأن الكتّاب والمعلقين شخصيات عامة تنشر في وسائط عامة ومن ثم رأيت ضرورة عرض ما تشاركوا في تأليفه!
إن هؤلاء هم فقط الذين أحتفظ بكتاباتهم وتسجيلاتهم الفضائية وصفحاتهم على الشبكة العنكبوتية. ولعله من المشروع لديّ تماماً الظنّ بأن هناك المزيد من الصفحات والكتب…غير أن ما أملكه بين يدي الآن عشرة مقالات نشرت في أربعة وسائط تنسخ بعضها بعضاً مع إضافات “تخيلية” تعتمد على موهبة الناسخ! وتتراوح عناوين المقالات بين…
لحظة واحدة!

يتبع..