القرآن في الأكاديمية!
قصة مثيرة!
في اعتقادي، وبعد بحث مستفيض، أن بوكاي كان رجلًا “يكتم” إيمانه، كرجل آل فرعون الذي يفصّل القرآن قصته من الآية 28 حتى الآية 44 في سورة غافر. وقد أشار بوكاي إلى كتمانه إيمانه بغرض تحقيق مصلحة دعوية ضمنيًا في لقاءين أحدهما لقاء نادر صوتًا وصورة.
لكن بوكاي ما لبث بعد نشر كتابه “الإنجيل والعلم والقرآن” في صيف 1976 حتى اندفع للقيام بعمل هو من صميم عمل الدعاة!
وإلّا لماذا اختار بوكاي إلقاء محاضرة في 9 من نوفمبر من عام 1976 في الأكاديمية الوطنية للطب على مسمع من نخبة علماء الطب في فرنسا تحت عنوان “مثير للجدل” وفقاً للثقافة الغربية الشائعة؟ كان عنوان المحاضرة…”معطيات من علم وظائف الأعضاء وعلم الأجنّة في القرآن”. القرآن!؟ أمام جمع من علماء الطب تتراوح عقائدهم بين الكاثوليكية والإلحاد واليهودية والعلمانية! وفي أكاديمية يذكر فيها اسم القرآن للمرة الأولى منذ تأسيسها في عام 1731! وحسب علمي أنها كانت المرة الأخيرة!
صدقوني…إنه عمل يتطلب حقاً قدراً وافراً جداً من الشجاعة والمخاطرة. فهذا العضو المنتسب للأكاديمية، بناءًا على مساهمة علمية مسجلة باسمه في طب الأمعاء، يمكن بسهولة أن يتسبب بفعلته هذه في “نفيه” من مجتمع العلماء في هذا المحفل العلمي ومن أي محفل علمي آخر!
فالعالم المؤمن بأي دين، في نظر أغلبية علماء الطبيعة المعاصرين، هو في تناقض “بنيوي” مع المنهجية العلمية القائمة على التجريب والملاحظة، والاستدلال بالبراهين.
وهكذا لا يوجد هناك خيار لدى أي عالم مؤمن سوى أن “يكتم” إيمانه…ولكن أن يخاطر بوكاي بإلقاء محاضرة في محفل علمي خالص عن إعجاز علمي في القرآن متعلّق بلبن الحيوان والأجنّة البشرية؟!
إن هذا بالقطع اختيار داعية!